أثر انقلاب الاتحاديين الفكري والسياسي في العراق 1908 – 1914

إن الحياة السياسية في العراق كانت تسير بخطوات سريعة، وكان لثورة الاتحاديين عام 1908, دور واضح تحديد شكل الجديدة وعدت تلك الثورة نقطة تحول خطيرة تاريخ الدولة العثمانية والشعوب المنضوية تحت لوائها لاسيما وأن الشعوب تتطلع الى التحرر من نير الأستبداد الحميدي لحقبة تزيد على ثلاثة عقود وتطمح لإعادة الدستور الذي عطله بعد تسلمه العرش بمدة وجيزة، صدى واسع العراق، فبعد أن كان العراقيون يقرأون الصحف العراقية والعربية عن نشاط الحركات دول الغرب، وعن أحداث الاضطرابات والاحتجاجات والمظاهرات، وبعد تعرفوا معاني مصطلحات سياسية مثل التمثيل السياسي والانتخاب والحرية والعدالة والمساواة خلال قراءة والمجلات أصبحوا ثورة وجهاً لوجه أمام هذه المسميات، كانوا ولمدة طويلة قليلي النشاط مقارنة بنظرائهم مثقفي بلاد الشام ومصر، ونادت منذ بداياتها بالحرية والمساواة، الأسس الثلاثة التي نادى بها قادة وأرادوا تطبيقها جميع أبناء دون تمييز ديني أو قومي .